مهارة التحكّم بالنفس يُعتبر التحكّم بالنفس والسيطرة عليها من أهم المهارات اللازمة للنجاح، والرفعة، والسمو، والوصول إلى أرقى مراتب الإنسانية، فَكلّما استطاع الإنسان أن يَكبَح جماح نفسه، وجماح الشهوات في غير محلّها، وجماح المشاعر الإنسانيّة التي تُسيطر عليه في لحظات الضعف، أو لحظاتِ القوّة فتجعله مقوداً لها، كلّما علا الإنسان، وارتفع، وسما.
اكتساب القدرة على التحكّم بالنفس ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق؛ فهو يَحتاج إلى إرادة حقيقية، وإلى مجاهدة لا نظير لها، وإلى تركيز منقطع النظير على الأهداف وليس على الأدوات، ومن هنا فإنّه لا غرابة البتة في أن يَحتاج الإنسان إلى وقتٍ طويل حتّى يمسك زمام نفسه بالشكل الأمثل والمطلوب، وإذا ما أمعنّا النظر في حياة العظماء الذي مروا يوماً في تاريخ الإنسانية لوجدنا أنهم لم يُحدثوا ما أحدثوه دون أن يَحكموا قبضتهم على أنفسهم، ويَكبحوا جماح شهواتهم، ومشاعرهم، ويُسيطروا على أنفسهم بالشكل المطلوب، ومن هنا فإن التحكّم بالنفس هو بوابة العظمة.
التحكّم بالنفس - يجب أوّلاً أن يُعطي الإنسان لحياته معنى، وأن يعيش وفقاً لمبدأ يحكمه، فكلّما أمعن الإنسان في العشوائية كان فاقداً لزمام نفسه، جاعلاً منه ألعوبة تلعب بها، ودمية تحركها كيفما شاءت.
- البعد قدر الإمكان عن مواطن إثارة الشهوات، أو المشاعر السلبية التي تحدث آثاراً سيئة عندما تتملّك الإنسان؛ فالبعد عن مثل هذه الأمور يُساعد على تطوير قدرة الإنسان على التحكم بنفسه، خاصّةً إن استطاع الصمود بعيداً عنها لفترات طويلة.
- التواضع قدر الإمكان، والاعتراف بالطبيعة البشرية، والبعد عن لعب الأدوار التي لا تتناسب وطبيعة الإنسان الضعيفة؛ فكلّ هذه الأمور تلعب دوراً رئيسياً في زيادة قدرة الإنسان على التحكم بنفسه؛ ذلك لأنّه يصير قادراً على رؤية طباعه وحقيقته كما هي دون غشاوة تحجبه عنها.
- الصبر، وعدم استعجال النتائج، والمثابرة لتحقيق الهدف والوصول إلى المراد، والاستمرارِ في المحاولة؛ فإذا حَدث أن فقد الإنسان مِقود نفسه لا يجب عليه أن يَدع اليأس يتسلّل إلى قلبه، بل يجب عليه إعادة المحاولة من جديد.
- اتّخاذ شخصيّة عظيمة كقدوة صالحة له؛ فالقدوة تُساعد على منع الإنسان من النزول إلى مستوى الرذائل، والمعاصي، والشهوات، والمشاعر الحقيرة، فكلّما تذكّر الإنسان قدوته ابتعد تلقائياً عن تلك المواطن المقبوحة.
- طلب العون من الأشخاص أصحاب الثقة العالية؛ ففي الكثير من الأحيان يكون المجتمع المحيط هو سبب فقدان الإنسان سيطرته على نفسه وتحكّمه بها، لذا فإنّه لا بأس من الاستعانة بالآخرين على أن يكون الاعتماد أوّلاً وأخيراً على المجهودات الذاتية بشكلٍ رئيسي.